الرفق بالحيوان
ربما يعتقد الكثير من الناس أن موضوع الرفق بالحيوان حديث العهد لكن الإسلام قد حث على حسن معاملة الحيوان منذ أكثر من 1400 سنة وجعل النار جزاء من يعذب الحيوان أو يقتله دون سبب
الحاجة إلى الحيوان :
وقال تعالى " والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون "
وقال تعالى " أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون "
فهذه الآيات دلت دلالة قاطعة على أن الله تعالى قد خلق هذه الأنعام التي بين أيدينا وجعلها طعاماً لنا وجعل منها مركباً ، ومنها زينةً يتخذها الناس ومنها ما يحرث الأرض ، ومنها ما يحمى الزرع ومناه ما يستخدم في الصيد وغير ذلك كثير ، فمنافعها كثيرة جداً ، ومنها ما سخره الله تعالى لنا لنأكله ، ونتقرب بذبحه إليه سبحانه فالهدي والأضاحي والعقيقة والصدقة العامة ، كل تلك الأنعام تقع من الله بمكان قبل أن يقع دمها على الأرض .
الرفق بالحيوان في أحاديث الرسول الكريم
النبي صلى الله عليه وسلم كان أعظم الناس رحمة بالبهائم ، واعطف عليها من الخلق جميعاً ، وسنته مليئة بذلك ، أخرج الشيخان وغيرهما من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا سَقَتْهَا ، إِذْ حَبَسَتْهَا ، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ " ،
وأخرج البخاري وأبو داود ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي ، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ "
وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَرَّ عَلَيْهِ حِمَارٌ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ : " لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ " ،
وأخرج أبو داود ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا ، لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا ، أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ ، قَالَ : فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَإِذَا جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ ، فَسَكَتَ ، فَقَالَ : " مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَقَالَ : " أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا ، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " ،
، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ : " ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " [ أخرجه مسلم وغيره ] ،
من عظيم اهتمام الإسلام حتى بالحيوان أنه نهى عن قتل بعض الحيوانات ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ النَّمْلَةُ وَالنَّحْلَةُ وَالْهُدْهُدُ وَالصُّرَدُ " [ أخرجه أبو داود وابن ماجة واحمد والدارمي ] ، وعلى العكس من ذلك فقد أمر الإسلام بقتل دواب وحيوانات أخرى لما تسببه من مفاسد وأضرار ، ولما تلحقه من أذى بالناس كافة ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ ، يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ : الْحِدَأَةُ وَالْغُرَابُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " [ أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له ] ، وفي لفظ لمسلم : قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ : الْحَيَّةُ وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ وَالْحُدَيَّا " ، فشرع قتل هذه الدواب لما يتحقق به مصلحة الناس ، لا سيما إذا صدر منها أذى لبني آدم ، والغالب على هذه الدواب أنها مؤذية بطبعها ، فإذا لم يصدر منها أذى فلا حاجة لقتلها ، وإزهاق روحها .
بينما كان المسلمون يحاولون اتخاذ الطرقات غير المعروفة للوصول إلى مكة قبل أن يعرف أهلها حتى يدخلوها دون قتال وحتى لا تراق الدماء , صادفهم على أحد الطرقات كلبة في حالة ولادة أمر الرسول الكريم بتغيير خط سير الجيش ( رغم ما قد ينطوي عليه ذلك من خطورة) وذلك حتى لا يفزعون الكلبة التي تلد وهناك الكثير من الأحاديث التي حض فيها الرسول على عدم قتل الحيوان بدون سبب وعدم التمثيل بها( من قتل عصفورا عبثا" و عج إلى الله يوم القيامة يقول : يا رب إن فلانا" قتلني عبثا" ولم يقتلني منفعة) أخرجه النسائي وابن حيان في صحيحه عن الشريد ( من مثل بذي روح, ثم لم يتب , مثل الله به يوم القيامة) أخرجه الامام أحمد عن ابن عمر ( لا تمثلوا بالبهائم , لعن الله من مثل بالحيوان) أخرجه الشيخان والنسائي عن ابن عمر وعبد الله بن جعفر ( من رحم ولو ذبيحة عصفور , رحمه الله يوم القيامة) أخرجه البخاري والطبراني عن أبي أمامة
ومع هذه الرحمة العظيمة التي كان يوليها النبي صلى الله عليه وسلم للحيوان ، ومع ذلك العطف الكبير عليها فقد كان يذبح الهدي والأضحية ويأمر بذلك ، وليس في ذلك أي تعد على الحيوان ، وليس في ذلك أي ضرر عليه ولا على نسله ، فالبشرية منذ بدء الخليقة وهم يتغذون على الحيوان والنبات ، ومع ذلك فهي في تكاثر وتنامٍ وتزايد ، ما لم يكن القتل عشوائياً ، بلا هوادة ولا رحمة ولا تؤدة بالحيوان ، فإن حصل ذلك فلا غرو أن تباد بعض السلالات ، وتنقرض أخرى ، وتتناقص ثالثة ، لكن لما كان الأمر من الله جل وعلا ، العالم بحقائق الأمور ، وخفايا الصدور ، واتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا شك أن هناك حكمة علمها من علمها ، وجهلها من جهلها ، ومن أعظم ذلك أن في إزهاق روح بعض الحيوان تقرباً إلى الله ، وفي بعضها دفعاً لأذاها ، وهكذا تتضح الحكمة ، وتزال الغشاوة .
ربما يعتقد الكثير من الناس أن موضوع الرفق بالحيوان حديث العهد لكن الإسلام قد حث على حسن معاملة الحيوان منذ أكثر من 1400 سنة وجعل النار جزاء من يعذب الحيوان أو يقتله دون سبب
الحاجة إلى الحيوان :
وقال تعالى " والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون "
وقال تعالى " أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون "
فهذه الآيات دلت دلالة قاطعة على أن الله تعالى قد خلق هذه الأنعام التي بين أيدينا وجعلها طعاماً لنا وجعل منها مركباً ، ومنها زينةً يتخذها الناس ومنها ما يحرث الأرض ، ومنها ما يحمى الزرع ومناه ما يستخدم في الصيد وغير ذلك كثير ، فمنافعها كثيرة جداً ، ومنها ما سخره الله تعالى لنا لنأكله ، ونتقرب بذبحه إليه سبحانه فالهدي والأضاحي والعقيقة والصدقة العامة ، كل تلك الأنعام تقع من الله بمكان قبل أن يقع دمها على الأرض .
الرفق بالحيوان في أحاديث الرسول الكريم
النبي صلى الله عليه وسلم كان أعظم الناس رحمة بالبهائم ، واعطف عليها من الخلق جميعاً ، وسنته مليئة بذلك ، أخرج الشيخان وغيرهما من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا سَقَتْهَا ، إِذْ حَبَسَتْهَا ، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ " ،
وأخرج البخاري وأبو داود ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي ، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ "
وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَرَّ عَلَيْهِ حِمَارٌ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ : " لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ " ،
وأخرج أبو داود ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا ، لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا ، أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ ، قَالَ : فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَإِذَا جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ ، فَسَكَتَ ، فَقَالَ : " مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَقَالَ : " أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا ، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " ،
، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ : " ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " [ أخرجه مسلم وغيره ] ،
من عظيم اهتمام الإسلام حتى بالحيوان أنه نهى عن قتل بعض الحيوانات ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ النَّمْلَةُ وَالنَّحْلَةُ وَالْهُدْهُدُ وَالصُّرَدُ " [ أخرجه أبو داود وابن ماجة واحمد والدارمي ] ، وعلى العكس من ذلك فقد أمر الإسلام بقتل دواب وحيوانات أخرى لما تسببه من مفاسد وأضرار ، ولما تلحقه من أذى بالناس كافة ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ ، يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ : الْحِدَأَةُ وَالْغُرَابُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " [ أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له ] ، وفي لفظ لمسلم : قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ : الْحَيَّةُ وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ وَالْحُدَيَّا " ، فشرع قتل هذه الدواب لما يتحقق به مصلحة الناس ، لا سيما إذا صدر منها أذى لبني آدم ، والغالب على هذه الدواب أنها مؤذية بطبعها ، فإذا لم يصدر منها أذى فلا حاجة لقتلها ، وإزهاق روحها .
بينما كان المسلمون يحاولون اتخاذ الطرقات غير المعروفة للوصول إلى مكة قبل أن يعرف أهلها حتى يدخلوها دون قتال وحتى لا تراق الدماء , صادفهم على أحد الطرقات كلبة في حالة ولادة أمر الرسول الكريم بتغيير خط سير الجيش ( رغم ما قد ينطوي عليه ذلك من خطورة) وذلك حتى لا يفزعون الكلبة التي تلد وهناك الكثير من الأحاديث التي حض فيها الرسول على عدم قتل الحيوان بدون سبب وعدم التمثيل بها( من قتل عصفورا عبثا" و عج إلى الله يوم القيامة يقول : يا رب إن فلانا" قتلني عبثا" ولم يقتلني منفعة) أخرجه النسائي وابن حيان في صحيحه عن الشريد ( من مثل بذي روح, ثم لم يتب , مثل الله به يوم القيامة) أخرجه الامام أحمد عن ابن عمر ( لا تمثلوا بالبهائم , لعن الله من مثل بالحيوان) أخرجه الشيخان والنسائي عن ابن عمر وعبد الله بن جعفر ( من رحم ولو ذبيحة عصفور , رحمه الله يوم القيامة) أخرجه البخاري والطبراني عن أبي أمامة
ومع هذه الرحمة العظيمة التي كان يوليها النبي صلى الله عليه وسلم للحيوان ، ومع ذلك العطف الكبير عليها فقد كان يذبح الهدي والأضحية ويأمر بذلك ، وليس في ذلك أي تعد على الحيوان ، وليس في ذلك أي ضرر عليه ولا على نسله ، فالبشرية منذ بدء الخليقة وهم يتغذون على الحيوان والنبات ، ومع ذلك فهي في تكاثر وتنامٍ وتزايد ، ما لم يكن القتل عشوائياً ، بلا هوادة ولا رحمة ولا تؤدة بالحيوان ، فإن حصل ذلك فلا غرو أن تباد بعض السلالات ، وتنقرض أخرى ، وتتناقص ثالثة ، لكن لما كان الأمر من الله جل وعلا ، العالم بحقائق الأمور ، وخفايا الصدور ، واتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا شك أن هناك حكمة علمها من علمها ، وجهلها من جهلها ، ومن أعظم ذلك أن في إزهاق روح بعض الحيوان تقرباً إلى الله ، وفي بعضها دفعاً لأذاها ، وهكذا تتضح الحكمة ، وتزال الغشاوة .
السبت نوفمبر 20, 2010 3:40 pm من طرف زائر
» texte comme un histoire
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:53 pm من طرف admin
» undertaiker vs rey mystrio
الأحد أكتوبر 18, 2009 10:10 am من طرف admin
» لعبة دراجة
الخميس يونيو 25, 2009 8:16 pm من طرف admin
» GTA Msaken
الخميس يونيو 11, 2009 5:46 pm من طرف admin